كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 203 """"""
وقال يرثي أبا الصقر :
لو صح الدمع لي أو ناصح الكمد . . . لقلما صحباني الروح والجسد
خان الصفاء أخٌ خان الزمان له . . . أخاً فلم يتخون جسمه الكمد
تساقط الدمع أدنى ما بليت به . . . للوجد إذ لم تساقط مهجةٌ ويد
فوالذي رتكت تطوي الفجاج له . . . سفائن البر في خد الثرى تخد
لأنفدن أسًى إن لم أمت أسفاً . . . وينفد العمر بي أو ينفد الأمد
عني إليك فإني عنك في شغلٍ . . . لي منه يومٌ سيبلي مهجتي وغد
وإن بجرية نابت جأرت لها . . . إلى ذرى جلدي فاستؤهل الجلد
هي النوائب فاشجي أوفعي عظةً . . . فإنها شجرٌ أثمارها رشد
هبي ترى قلقاً من تحته أرقٌ . . . يحدوهما كمدٌ يعنو له الجسد
صماء سم العدا في جنبها ضربٌ . . . وشرب كأس الردى في ظلها شهد
هناك أم النهى لم تود من حزن . . . ولم تجد لبني الدنيا بما تجد
لو يعلم الناس علمي بالزمان وما . . . عانت يداه لما ربوا ولا ولدوا
لا يبعد الله ملحوداً أقام به . . . شخص الحجا وسقاه الواحد الصمد
يا صاحب القبر ، دعوى غير متئبٍ . . . إن قال أودي الندى والبدر والأسد
بات الثرى بأخي جذلان مبتهجاً . . . وبت يحكم في أجفاني السهد
لهفي عليك وما لهفي بمجديةٍ . . . ما لم يزرك بنفسي حر ما أجد
أمسى أبو الصقر يعفو الترب أحسنه . . . دوني ودلو الردى في مائه يرد
ويلٌ لأمك أقصر إنه حدثٌ . . . لم يعتقد مثله قلبٌ ولا خلد