كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 204 """"""
غال الزمان شقيق الجود لم يقه . . . أهلٌ ولم يفده مالٌ ولا ولد
حين ارتوى الماء وافترت شبيبته . . . عن مضحكٍ للمعالي ثغره برد
وقيل : أحمدها ، بل قيل : أمجدها . . . بل قيل : أنجدها إن فرت النجد
رؤد الشباب كنصل السيف لا جعدٌ . . . في راحتيه ولا في عوده أود
سقى الحبيس ومحبوساً ببرزخه . . . من السمي كغيث الودق يطرد
بحيث حل أبو صقرٍ فودعه . . . صفو الحياة ومن لذاتها الرغد
بحيث حل فقيد المجد مغترباً . . . ومورثٍ حسراتٍ ليس تفتقد
وقال يرثي عمير بن الوليد :
أعيدي النوح معولةً أعيدي . . . وزيدي في بكائك ثم زيدي
وقومي حاسراً في حسراتٍ . . . خوامش للنحور وللخدود
هو الخطب الذي ابتدأ الرزايا . . . وقال لأعين الثقلين جودي
ألا رزئت خسران فتاها . . . غداة ثوى عمير بن الوليد
ألا رزئت بمسئول منيلٍ . . . ألا رزئت بمتلافٍ مفيد ألا إن الندى والجود حلا . . . بحيث حللت من حفر الصعيد
بنفسي أنت من ملكٍ رمته . . . منيته بسهم ردًى سديد
تجلت غمرة الهيجاء عنه . . . خضيب الوجه من دمه الجسيد
فيا بحر المنون ذهبت منه . . . ببحر الجود في السنة الصلود
ويا أسد المنون فرست منه . . . غداة فرسته أسد الأسود
أبالبطل النجيد فتكت منه . . . نعم وبقاتل البطل النجيد
تراءى للطعان وقد تراءت . . . وجوه الموت من حمرٍ وسود