كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 207 """"""
وما مات حتى مات مضرب سيفه . . . من الشل واعتلت عليه القنا السمر
وقد كان فوت الموت سهلاً فرده . . . عليه الحفاظ المر والخلق الوعر
ونفسٌ تعاف العار حتى كأنه . . . هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فأثبت في مستنقع الموت رجله . . . وقال لها من تحت أخمصك الحشر
غدا غدوةً والحمد نسج رداثه . . . فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى . . . لها الليل إلا وهي من سندسٍ خضر
كأن بني نبهان يوم وفاته . . . نجوم سماءٍ خر من بينها البدر يعزون عن ثاوٍ تعزى به العلا . . . ويبكي عليه الجود والبأس والشعر
وأنى لهم صبرٌ قد مشى . . . إلى الموت حتى استشهدا هو والصبر
فتًى كان عذب الروح لاعن غضاضةٍ . . . ولكن كبراً أن يكون له كبر
فتًى سلبته الحيل وهو حمًى لها . . . وبزته نار الحرب وهو لها جمر
وقد كانت البيض المآثير في الوغى . . . بواتر فهي الآن من بعده بتر

الصفحة 207