كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 210 """"""
- هذا مأخوذٌ من قول مسلمٍ :
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنةٍأثنى عليها السهل والأوعار
ألم تك ترعانا من الدهر إن سطا . . . وتحفظ من أموالنا ما نضيع
وتبسط كفاً في الحقوق كأنما . . . أناملها في البأس والجود أذرع
وتلبس أخلاقاً كراماً كأنها . . . على العرض من فرط الحصانة أدرع وتربط جأشاً والكماة قلوبهم . . . تزعزع خوفاً من قناً تتزعزع
وأمنية المرتاد يحضرك الندى . . . فيشفع في مثل الفلا فيشفع
فأنطق فيه حامدٌ وهو فيه مفحمٌ . . . وأفحم فيه حاسدٌ وهو فيه مصقع
ألا إن في ظفر المنية مهجةً . . . تظل لها عين العلا وهي تدمع
هي النفس إن تبك المكارم فقدها . . . فمن بين أحشاء المكارم تنزع
ألا إن أنفاً لم يعد وهو أجدع . . . لفقدك عند المكرمات لأجدع
وإن امرأً لم يمس فيك مفجعاً . . . بملحوده ، في عقله لمفجع
وقال يرثي القاسم بن طوق بن مالك :
جوىً ساور الأحشاء والقلب واغله . . . ودمعٌ يضيم العين والجفن هامله
وفاجع موت لا عدوٌ يخافه . . . فيبقي ، ولا يبقي صديقاً يجامله
وأي أخي عز وذي جبرية . . . ينابذه أو أي رامٍ يناضله
إذا ما جرى مجرى دم المرء حكمه . . . وبثت على طرق النفوس حبائله
فلو شاء هذا الدهر أقصر شره . . . كما أقصرت عنا لهاه ونائله