كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 211 """"""
سنشكوه إعلاناً وسراً ونيةً . . . شكية من لا يستطيع يقاتله
فمن مبلغٌ عني ربيعة أنه . . . تقشع طل الجود عنها ووابله
وأن الحجا منها استطارت صدوعه . . . ولو لم يزايلنا لكنا نزايله
ولم يعلموا أن الزمان يريده . . . بفجعٍ ولا أن المنايا تراسله
ومنها :
طواه الردى طي الرداء وغيبت . . . فضائله عن قومه وفواضله
طوى شيماً كانت تروح وتغتدي . . . وسائل من أعيت عليه وسائله
فيا عارضاً للعرف أقلع مزنه . . . ويا وادياً للجود جفت مسايله
وقال يرثي محمد بن حميد وأخاه قحطبة :
بأبي وغير أبي وذاك قليل ثاوٍ عليه ثرى النباج مهيل
خذلته أسرته كأن سراتهم . . . جهلو بأن الخاذل المخذول
أكال أشلاء الفوارس بالقنا . . . أضحى بهن وشلوه مأكول
كفى ، فقتل محمدٍ لي شاهدٌ . . . أن العزيز مع القضاء ذليل
ومنها :
هيهات لا يأتي الزمان بمثله . . . إن الزمان بمثله لبخيل
ما أنت بالمقتول صبراً إنما . . . أملي غداة نعيك المقتول

الصفحة 211