كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 214 """"""
خلقنا رجالاً للتجلد والأسى . . . وتلك الغواني للبكا والمآتم
وأي فتًى في الناس أحرض من فتًى . . . غدا في خفارات الدموع السواجم
وهل من حكيمٍ ضيع الصبر بعدما . . . رأى الحكماء الصبر ضربة لازم
فلا برحت تسطو ربيعة منكم . . . بأرقم عطافٍ وراء الأراقم
فأنت وصنواك الشقيقان إخوةٌ . . . خلقتم سعوطاً للأنوف الرواغم
ثلاثة أركانٍ ، وما انهد سؤددٌ . . . إذا ثبتت فيه ثلاث دعائم
وقال يرثي عمير بن الوليد :
كف الندى أمست بغير بنان . . . وقناته أضحت بغير سنان
جبل الجبال غدت عليه ملمةٌ . . . تركته وهو مهدم الأركان
أنعى عمير بن الوليد لغارةٍ . . . بكرٍ من الغارات أو لعوان
أنعى فتى الفتيان غير مكذبٍ . . . قولي ، وأنعى فارس الفرسان
عثر الزمان ونائبات صروفه . . . بمقيلنا عثرات كل زمان
لم يترك الحدثان يوم سطا به . . . أحداً نصول به على الحدثان
قد كنت حشو الدرع ثم أراك قد . . . أصبحت حشو اللحد والأكفان
شغلت قلوب الناس ثم عيونهم . . . مذ مت بالخفقان والهملان
واستعذبوا الأحزان حتى إنهم . . . يتحاسدون مضاضة الأحزان
ما يرعوي أحدٌ إلى أحدٍ ولا . . . يشتاق إنسانٌ إلى إنسان
أأصاب منك الموت فرصة ساعةٍ . . . فعدا عليك وأنتما أخوان
فمن الذي أبقى ليوم تكرمٍ . . . ومن الذي أبقى ليوم طعان
وقال يرثي ابناً له :
كان الذي حفت أن يكونا . . . إنا إلى الله راجعونا
أمسى المرجى أبو عليٍ . . . موسداً في الثرى يمينا