كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
حين استوى وانتهى شباباً . . . وحقق الرأي والظنونا
أصبت فيه وكان عندي . . . على المصيبات لي معينا
كنت كثيراً به عزيزاً . . . وكنت صباً به ضنينا
دافعت إلا النون عنه . . . والمرء لا يدفع المنونا
آخر عهدي به صريعاً . . . للموت بالداء مستكينا
إذا شكا غصةً وكرباً . . . يمنعه الموت أن يبينا
يشخص طوراً بناظريه . . . وتارةً يطبق الجفونا
ثم قضى نحبه وأمسى . . . في جدثٍ للثرى دفينا
باشر برد الثرى بوجهٍ . . . قد كان من قبله مصونا
بعيد دارٍ قريب جارٍ . . . قد فارق الإلف والقرينا
بني يا واحد البنينا . . . غادرتني مفرداً حزينا
هون رزئي بك الرزايا . . . علي في الناس أجمعينا
آليت أنساك ما تجلى . . . صبح نهارٍ لمصبحينا
وما دعا طائرٌ هديلاً . . . ورجعت والهٌ حنينا
تصرف الدهر بي صروفاً . . . وعاد لي شأنه شؤونا
وحز في اللحم بل براه . . . واجتث من طلحتي فنونا
أصاب مني صميم قلبي . . . وخفت أن يقطع الوتينا
والمرء رهنٌ بحالتيه . . . فشدةً مرةً ولينا
شواذ المراثي من ذلك ما قالته جليلة بنت مرة أخت جساس زوج كليبٍ لما قتل أخوها جساس زوجها كليباً ، وكان نساء الحي لما اجتمعن للمأتم قلن لأخت كليب : رحلي

الصفحة 215