كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 217 """"""
هدم البيت الذي استحدثته . . . وبدا في هدم بيتي الأول
يا نسائي دونكم اليوم قد . . . خصني الدهر برزءٍ معضل
مسني فقد كليبٍ بلظًى . . . من ورائي ولظًى مستقبلي
ليس من يبكي ليومين كمن . . . إنما يبكي ليوم ينجلي
درك الثائر شافيه وفي . . . دركي ثاري ثكل المثكل
ليته كان دمي فاحتلبوا . . . درراً منه دماً من أكحلي
ولما مات معاوية بن أبي سفيان اجتمع الناس بباب يزيدٍ فلم يقدروا على الجمع بين التهنئة والتعزية ، حتى أتى عبد الله بن همام فقال : يا أمير المؤمنين ، أجزل الله أجرك على الرزية . وبارك لك في العطية ، وأعانك على الرعية ، فقد رزئت عظيماً ، وأعطيت جسيماً ، فاشكر الله على ما أعطيت ، واصبر على ما رزيت ، فقد فقدت خليفة الله ، ففارقت جليلاً ، وأعطيت جزيلاً ، إذ قضى معاوية نحبه ، ووليت الرياسة ، فأورده الله موارد السرور ، ووفقك في جميع الأمور :
فاشكر يزيد فقد فارقت ذا مقةٍ . . . واشكر حباء الذي بالملك حاباكا
أصبحت تملك هذا الخلق كلهم . . . فأنت ترعاهم والله يرعاكا
لارزء في الأقوام قد علموا . . . مما رزئت ، ولا عقبى كعقباكا
وفي معاوية الباقي لنا خلفٌ . . . إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا
ففتح للناس باب الرثاء وجروا على منواله .
وقال أبو نواسٍ الحسن بن هانئ يعزي الفضل بن ربيعٍ عن الرشيد ويهنئه بالأمين :
تعز أبا العباس عن خير هالكٍ . . . بأكرم حيٍ كان أو هو كائن