كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 218 """"""
حوادث أيامٍ تدور صروفها . . . لهن مساوٍ مرةً ومحاسن
وفي الحي بالميت الذي غيب الثرى . . . فلا أنت مغبونٌ ولا الموت غابن
وقال أبو تمامٍ يرثي المعتصم ويهنئ الواثق :
ما للدموع تروم كل مرام . . . والجفن ثاكل هجعةٍ ومنام
يا حفرة المعصوم تربك مودعٌ . . . ماء الحياة وقاتل الإعدام
إن الصفائح منك قد نضدت على . . . ملقى عظامٍ لو علمت عظام
فتق المدامع أن لحدك حله . . . سكن الزمان وممسك الأيام
ومصرف الملك الجموح كأنه . . . قد زم معصبه له بزمام
هدمت صروف الدهر أرفع حائطٍ . . . ضربت دعائمه على الإسلام دخلت على ملك الملوك رواقه . . . وتسربت لمقوم القوام
مفتاح كل مدينةٍ قد أبهمت . . . غلقاً ومخلي كل دار مقام
ومعرف الخلفاء أن حظوظها . . . في حيز الإسراج والإلجام
أخذ الخلافة عن أسنته التي . . . منعت حمى الآباء والأعمام
فلسورة الأنفال في ميراثه . . . آثارها ولسورة الأنعام
مادام هارون الخليفة فالهدى . . . في غبطةٍ موصولةٍ بدوام
إنا رحلنا واثقين بواثق . . . بالله شمس ضحًى وبدر تمام
لله أي حياةٍ انبعثت لنا . . . يوم الخميس وبهد أي حمام
أودى بخير إمامٍ اضطربت به . . . شعب الرجال وقام خير إمام
تلك الرزية لا رزية مثلها . . . والقسم ليس كسائر الأقسام

الصفحة 218