كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 220 """"""
قال أبو الحسن علي بن رشيق الأزدي في كتابه المترجم بالعمدة وبالأغاني أيضاً : أشد ما هجن هذه اللفظة وجعلها مقام قصيدةٍ من الهجاء أنه قرنها بفوقك فجاء عملاً تاماً لم يبق فيه إلا الإفضاء . وإن يكن المتنبي أخطأ في هذا فلقد أجاد في غيره ، والفاضل من عدت سقطاته ، وحفظت هفواته وفلتاته ، وانظر إلى قوله في أخت سيف الدولة :
يا أخت خير أخٍ يا أخت خير أبٍ . . . كنايةً بهما عن أشرف النسب
أجل قدرك أن تدعي مؤنثةً . . . ومن يصفك فقد سماك للعرب
وقاله أيضاً :
ولو كان النساء كمن فقدنا . . . لفضلت النساء على الرجال
مشى الأمراء حوليها حفاةً . . . كأن المرو من زف الرئال
ومن جيد ما رثي النساء به وأشده تأثيراً في القلب وإثارةً للحزن قول عبد الملك ابن الزيات في أم ولده :
ألا من رأى الطفل المفارق أمه . . . بعيد الكرى عيناه تبتدران
رأى كل أمٍ وابنها غير أمه . . . يبيتان تحت الليل ينتجيان
وبات وحيداً في الفراش تحثه . . . بلابل قلبٍ دائم الخفقان
ومنها بعد أبيات .
ألا إن سجلاً واحداً قد أرقته . . . من الدمع أو سجلين قد شفياني
فلا تلحياني إن بكيت فإنما . . . أداوي بهذا الدمع ما تريان
وإن مكاناً قي الثرى خط لحده . . . لمن كان من قلبي بكل مكان
أحق مكانٍ بالزيارة والهوى ، . . . فهل أنتما إن عجت منتظران ؟