كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 221 """"""
فهبني عزمت الصبر عنها لأنني . . . جليدٌ فمن بالصبر لابن ثمان
ضعيف القوى لا يعرف الأجر حسبةً . . . ولا يأتسي بالناس الحدثان
ألا من أمنيه المنى وأعده . . . لعثرة أيامٍ وصرف زمان
ألا من إذا جئت أكرم مجلسي . . . وإن غبت عنه حاطني ورعاني
فلم أر كالأقدار كيف تصيبني . . . ولا مثل هذا الدهر كيف رماني
وقال أبو تمامٍ يرثي جاريةً له :
ألم ترني خليت عيني وشانها . . . ولم أحفل الدنيا ولا حدثانها
لقد خوفتني النائبات صروفها . . . ولو أمنتني ما قبلت أمانها وكيف على نار الليالي معرسي . . . إذا كان شيب العارضين دخانها
أصبت بخود سوف أغبر بعدها . . . حليف أسًى أبكي زماني زمانها
عنانٌ من اللذات قد كان في يدي . . . فلما مضى الإلف استردت عنانها
منحت الدمى هجري فلا محسناتها . . . أود ولا يهوى فؤادي حسانها
يقولون : هل يبكي الفتى لخريدةٍ . . . متى أراد اعتاض عشراً مكانها
وهل يستعيض المرء من خمس كفه . . . ولو صاغ من حر اللجين بنانها
وقال أبو الفتح كشاجم يعزي بابنة :
تأس يا أبا بكر . . . لموت الحرة البكر
فقد زوجتها القبر . . . وما كالقبر من صهر
وعوضت بها الأجر . . . وما كالأجر من مهر
زفافٌ أهديت فيه . . . من الخدر إلى القبر
فتاةٌ أسبغ الله . . . عليها أفضل الستر