كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 225 """"""
بحيث السيوف البيض محمرة الظبى . . . وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفةٌ . . . تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروبٌ من يغب عن غمارها . . . ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المسلمين قواضياً . . . ستغمد منهم في الطلى والجماجم
يكاد بهن المستجن بطيبة . . . ينادي بأعلى الصوت : يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا . . . رماجهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفاً من العدا . . . ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى . . . وتغضي على ذلٍ كماة الأعاجم
فليتهم إن لم يذودوا حميةً . . . عن الدين ضنوا غيرةً بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذا حمي الوغى . . . فهلا أتوه رغبةً في المغانم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للثرى . . . فلا عطسوا إلا بأجدع راغم
دعوناكم والحرب ترنو ملحةً . . . غلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارةً عربيةً . . . تطيل عليها الروم عضد الأباهم
فإن أنتم لم تغضبوا عند هذه . . . رمتنا إلى أعدائنا بالجرائم
وقال علاء الدين علي الأوتاري الدمشقي في مثل ذلك لما استولى التتار على دمشق في سنة تسعٍ وتسعين وستمائة :
لك علمٌ بما جرى يا سهادي . . . من جفوني على افتقاد رقادي
لم أجد عند شدتي مؤنساً لي . . . غير سهدي ملازماً لسوادي
وحبيب العين الرقاد جفاها . . . مذ رآها خليفة الأنكاد