كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 227 """"""
لهف نفسي على جيوشٍ تولت . . . ثم ولت جريحة الأكباد
كل ندبٍ عضب حمًى كميٍ . . . أمجدٍ أصيدٍ شجاعٍ جواد
إن سطا في هابته كان بحراً . . . أو سطا خلته من الآساد
أو بدا حاملاً تخل عنترياً . . . أو غدا سابق الجواد فغادي
إن أتاني مبشر بلقاهم . . . حاز روحي ومهجتي وقيادي
ولثمت التراب شكراً وعفر . . . ت خدودي على بلوغ مرادي
لست أرجو غير البشير شفيعاً . . . عند ربي في المن بالإنجاد
غير أن الفساد يكسب ذلاً . . . ويعمى الفساد طرق السداد
وارتكاب الفساد يورث فقراً . . . وخراب البيوت عقبى الفساد
يا حبيب الإله لا تتخلى . . . عن عصاةٍ غمرتهم بالأيادي
يا حبيب الإله قد مسنا الض . . . ر فجد بالإسعاف والإسعاد
يا حبيب الإله تبنا إلى الله . . . وأنت العماد حتى المعاد
من لأسرى كسرى حيارى دهتهم . . . دهمتهم جياد أهل العناد
واضع اللقط في الحساب عناه لو يعش حصر كثرة الأعداد
منهم الطفل والصبية والشا . . . ب ينادي ، فمن يجيب المنادي
وينادى عليهم برغيفٍ . . . وبنزرٍ بخسٍ بسوق الكساد
عوضوا عن سرورهم بغرور . . . وقصور البلاد سكنى البوادي
وبأهل الوداد شر أناسٍ . . . وبلين المهاد شوك القتاد
أي عينٍ عليهم ليست تبكي . . . أي قلبٍ عليهم غير صادي
فلأنت الرحيم قلباً ولباً . . . ولأنت الهادي لسبل الرشاد
ولأنت البديع خلقاً وخلقاً . . . ولأنت السميع للإنشاد
ولأنت الطراز في كل معنًى . . . ولسيف المقال شبه النجاد
الصفحة 227