كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 228 """"""
ولأنت الحاوي فنون صفاتٍ . . . دون حصرٍ لها فناء المداد
ولأنت الممدوح من فوق عرشٍ . . . بعد ماذا يقول قس الإيادي
جل قصد الفصيح بالنظم معنًى . . . نشر فضل الممدوح بين العباد
فإذا كان منشئ المدح ربي . . . عاد مدح الفصيح جمع سواد
فعليك الصلاة يرجوا بها الأم . . . ن عليٌ من سائر الأنكاد
وحيث انتهينا من المراثي والنوادب إلى هذه الغاية ، فلنذكر نبذةً من الزهد والتوكل .
الباب الثالث من القسم الرابع من الفن الثاني في الزهد والتوكل
وهذا الباب - وفقنا الله وإيانا لقصدنا ، وألهمنا سلوك سبيل رشدنا ، واستعملنا في مراضيه ، وجنبنا عن الالتفات بالقول والفعل إلى معاصيه - من هذا الفن هو واسطة عقده ، وعضد زنده ، وقائم مرهفه وحد فرنده ، وشبا سنانه ، ومثنى عنانه ، وإنسان حدقته ، وحدقة إنسانه ، وكيف لا وهو للنفس درة تاجها ، وطيب علاجها ، وواضح منهاجها ، ودليلها المرشد إذا ضل الدليل ، ومنجيها من الهول الأعظم إذا فر المرء من الأخ والأم والأب والابن والصاحبة والخليل . فتأمله أيها المطالع بعين قلبك قبل ناظرك ، واتخذه من أحصن جنتك وأعدد عددك وأنفس ذخائرك ، ورض به نفسك إذا جمحت ، وسكن به آمالك إذا مالت إلى المطامع وجنحت . واعلم أن الدنيا ظلٌ زائل ، وعدوٌ قد نصب لك الشباك ومد الحبائل ، ولابد أنك مسئولٌ عما اكتسبته منها ، فليت شعري ما أعددت لجواب المسائل ؟ فهي العدو الذي أشبه

الصفحة 228