كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 236 """"""
تطعمه وتطعم من حضر . فقال : يا حفصة ، ألست تعلمين بأن أعلم الناس بحال الرجل أهل بيته ؟ قالت : بلى . قال : ناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لبث في النبوة كذا وكذا سنةً لم يشبع هو ولا أهل بيته غدوةً إلا جاعوا عشية ، ولا شيعوا عشيةً إلا جاعوا غدوة ؟ وناشدتك الله ، هل تعلمين أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لبث في النبوة كذا وكذا سنةً لم يشبع من التمر هو وأهله حتى فتح الله عليه خيبر ؟ وناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قربتم إليه يوماً طعاماً على مائدةٍ فيها ارتفاعٌ فشق ذلك عليه حتى تغير لونه ثم أمر بالمائدة فرفعت ووضع الطعام على دون ذلك أو وضع على الأرض ؟ ناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان ينام على عباءةٍ مثنيةٍ فثنيت له ليلةً أربع طاقاتٍ فنام عليها ، فلما استيقظ قال : " منعتموني قيام هذه الليلة بهذه العباءة اثنوها باثنتين كما كنتم تثنونها " ؟ وناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يضع ثيابه لتغسل فيأتيه بلالٌ فيؤذنه بالصلاة فما يجد ثوباً يخرج به إلى الصلاة حتى تجف ثيابه فيخرج بها إلى الصلاة ؟ وناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صنعت له امرأةٌ من بني ظفر كساءين إزاراً ورداءً وبعثت إليه بأحدهما قبل أن يبلغ الآخر ، فخرج إلى الصلاة وهو مشتملٌ به ليس عليه غيره قد عقد طرفيه إلى عنقه فصلى كذلك ؟ فما زال يقول حتى أبكاها ، وبكى عمر رضي الله عنه وانتحب حتى ظننا أن نفسه ستخرج . وفي بعض الروايات زيادةٌ من قول عمر وهو أنه قال : كان لي صاحبان سلكا طريقاً ، فإن سلكا غير طريقهما سلك بي طريقٌ غير طريقهما ، وإني والله سأصبر على عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرغيد . وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن

الصفحة 236