كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 237 """"""
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " لقد كان الأنبياء قبلي يبتلى أحدهم بالفقر فلا يلبس إلا العباءة وإن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله القمل وكان ذلك أحب إليهم من العطاء إليكم " . عن ابن عباسٍ رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " لما ورد موسى عليه السلام ماء مدين كانت خضرة البقل ترى في بطنه من الهزال " . وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه لما نزل قوله تعالى : " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " الآية ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " تباً للدنيا تباً للدينار والدرهم " فقلنا : نهانا الله عن كنز الذهب والفضة فأي شيءٍ ندخر ؟ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ليتخذ أحدكم لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجةً صالحةً تعينه على أمر آخرته . وفي حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " من آثر الدنيا على الآخرة ابتلاه الله تعالى بثلاثٍ : هماً لا يفارق قلبه أبداً وفقراً لا يستغني أبداً وحرصاً لا يشبع أبداً " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : لا يستكمل العبد الإيمان حتى يكون ألا يعرف أحب إليه من أن يعرف وحتى تكون قلة الشيء أحب إليه من كثرته " . وقال المسيح عليه السلام : " الدنيا قنطرةٌ فاعبروها ولا تعمروها " . وقيل له يا نبي الله ، لو أمرتنا أن نبتني بيتاً نعبد الله فيه قال : " اذهبوا فابنوا بيوتاً على الماء " . فقالوا كيف يستقيم بنيانٌ على الماء قال : " وكيف تستقيم عبادةٌ مع حب الدنيا . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن ربي عرض علي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهباً فقلت لا يا رب ولكن أجوع يوماً وأشبع يوماً فأما اليوم الذي أجوع فيه فأتضرع إليك وأدعوك وأما اليوم الذي أشبع فيه فأحمدك وأثني عليك " . وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات يومٍ يمشي وجبريل معه فصعد على الصفا ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمدٍ كف سويقٍ ولا سفه دقيق . فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدةً من السماء أفظعته ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أمر الله القيامة أن تقوم " ؟ قال : لا ، ولكن هذا إسرافيل قد نزل إليك حين سمع كلامك . فأتاه إسرافيل فقال : إن الله عز وجل سمع ما ذكر ، فبعثني بمفاتيح الأرض وأمرني أن أعرض عليك إن أحببت أن أسير