كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 238 """"""
معك جبال تهامة زمرداً وياقوتاً وذهباً وفضةً فعلت ، وإن شئت نبياً ملكاً وإن شئت نبياً عبداً . فأومأ إليه جبريل أن تواضع لله . فقال : " نبياً عبداً " ثلاثاً . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهده في الدنيا ورغبه في الآخرة وبصره بعيوب نفسه " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " من أراد أن يؤتيه الله علماً بغير تعلمٍ وهدىً بغير هدايةٍ فليزهد في الدنيا " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات ومن خاف من النار لهى عن الشهوات ومن ترقب الموت ترك اللذات ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب " . والأحاديث في ذلك كثيرةٌ وفيما ذكرناه منها كفايةٌ . فلنذكر ما جاء من ذلك في الأثر . ليك إن أحببت أن أسير معك جبال تهامة زمرداً وياقوتاً وذهباً وفضةً فعلت ، وإن شئت نبياً ملكاً وإن شئت نبياً عبداً . فأومأ إليه جبريل أن تواضع لله . فقال : " نبياً عبداً " ثلاثاً . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهده في الدنيا ورغبه في الآخرة وبصره بعيوب نفسه " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " من أراد أن يؤتيه الله علماً بغير تعلمٍ وهدىً بغير هدايةٍ فليزهد في الدنيا " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات ومن خاف من النار لهى عن الشهوات ومن ترقب الموت ترك اللذات ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب " . والأحاديث في ذلك كثيرةٌ وفيما ذكرناه منها كفايةٌ . فلنذكر ما جاء من ذلك في الأثر .
قيل : جاء في الأثر : لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن العباد سخط الله ما لم يسألوا ما نقص من دنياهم . وفي لفظٍ آخر : ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك وقالوا : لا إله إلا الله قال الله تعالى : " كذبتم لستم بها صادقين " . وعن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه قال : تابعنا الأعمال كلها فلم نر في أمر الآخرة أبلغ من زهد الدنيا . وقال بعض الصحابة لصدر التابعين : أنتم أكثر أعملاً واجتهاداً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكانوا خيراً منكم . قيل : ولم ذاك ؟ قال : كانوا أزهد في الدنيا منكم . وقال عمر رضي الله عنه : الزهادة في الدنيا راحة القلب والجسد . والآثار في ذلك كثيرةٌ فلا نطول بسردها .
ذكر بيان ذم الدنيا وشيءٌ من المواعظ والرقائق الداخلة في هذا الباب
قد ورد في كتاب الله عز وجل كثيرٌ في ذم الدنيا وصرف الخلق عنها ودعوتهم إلى الآخرة ، وهو أيضاً مقصود الأنبياء ولذلك بعثوا ، فلا حاجة إلى الاستشهاد بالآيات لظهورها . فلنذكر نبذةً من الأخبار والآثار الواردة في ذلك ، وذلك من جملة ما اختاره الغزالي رحمه الله في كتابه المترجم بإحياء علوم الدين . فمن ذلك ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه مر على شاةٍ ميتةٍ فقال : " أترون أن الشاة هينةٌ على أهلها " ؟ قالوا : من هوانها عليهم ألقوها . قال : " والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضةٍ ما سقى كافراً منها شربة ماء " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ما كان الله منها " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) :

الصفحة 238