كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 239 """"""
" حب الدنيا أسس كل خطيئة " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا عجباً كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور " .
وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقف على مزبلةٍ فقال : " هلموا إلى الدنيا وأخذ خرقاً قد بليت على تلك المزبلة وعظاماً قد نخرت فقال هذه هي الدنيا " وهذه إشارةٌ إلى أن زينتها ستخلق مثل تلك الخرق ، وأن الأجسام التي ترى بها ستصير عظاماً بالية . وقال عيسى بن مريم عليه السلام : " لا تتخذوا الدنيا رباً فتتخذكم عبيداً ، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه ، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة وصاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة " . وقال أيضاً : " يا معشر الحواريين ، إني قد كببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي ، فإن من خبث الدنيا أن الله عصي فيها ، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها . ألا فاعبروا الدنيا ولا تعمروها ، واعلموا أن أصل كل خطيئةٍ حب الدنيا . ورب شهوةٍ أورثت حزناً طويلاً . وعن الرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إن الله جل ثناؤه لم يخلق خلقاً أبغض إليه من الدنيا وإنه منذ خلقها لم ينظر إليها " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ألهاكم التكاثر يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له وعليها يعادى من لا علم له وعليها يحسد من لا فقه له ولها يسعى من لا يقين له " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيءٍ وألزم الله قلبه أربع خصالٍ هماً لا ينقطع عنه أبداً وشغلاً لا يتفرغ منه أبداً وفقراً لا يبلغ غناه أبداً وأملاً لا يبلغ منتهاه أبداً " . وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أبا هريرة ألا أريك الدنيا جميعاً بما فيها " ؟ قلت : بلى يا رسول الله . فأخذ بيدي وأتى بي وادياً من أودية المدينة ، فإذا مزبلةٌ فيها رءوس