كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 24 """"""
مغنياً محسناً ، وشاعراً صالح الشعر ، وصنعته صنعة متوسطة ، وكان مرتجلاً . قال : وكتابه في الأغاني أصل من الأصول . وكان يذهب مذهب إبراهيم بن المهدي في الغناء ، ويخالف إسحاق ويتعصب عليه تعصباً شديداً ويواجهه بنفسه . وهو معدودٌ في ندماء الخلفاء ومغنيهم ، على ما كان به من الوضح . وفيه يقول الشاعر :
أقول لعمرٍو وقد مر بي . . . فسلم تسليمةً جافية
لئن فضولك بفضل الغنا . . . ء فقد فضل الله بالعافية
وقال أحمد بن حمدون : كان عمرو حسن الحكاية لمن أخذ عنه الغناء ، حتى كان من يسمعه لو توارى عن عينه عمرو لم يشك في أنه هو الذي أخذ عنه ، لحسن حكايته . وكان محظوظاً ممن يعلمه ، ما علم أحداً قط إلا خرج نادراً مبرزاً . وله أخبارٌ مع الخلفاء وإنعامٌ منهم عليه ، منهم المتوكل على الله . رحمه الله .
ذكر أخبار عبد الله بن العباس الربيعي
هو أبو العباس عبد الله بن العباس بن الفضل بن ربيع . والربيع ، على ما يدعيه أهله ، ابن يونس بن أبي فروة . وآل أبي فروة يدفعون ذلك ويزعمون أنه لقيطٌ وجد منبوذاً كفله يونس ، فلما خدم المنصور ادعى عليه . قال أبو الفرج الأصفهاني : وكان شاعراً مطبوعاً ومغنياً محسناً جيد الصنعة نادرها . قال : وهو أول من غنى بالكنكلة في الإسلام .
وكان سبب دخوله في الغناء على ما رواه أبو الفرج بسنده إليه قال : كان سبب دخولي في الغناء وتعلمي إياه أني كنت أهوى جاريةً لعمتي رقيةٍ بنت الفضل بن