كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 257 """"""
في خميصةٍ لها علمٌ فلما سلم قال : " شغلني النظر إلى هذه اذهبوا بها إلى أبي جهمٍ وأتوني بأنبجاتيته " يعني كساءه فاختار لبس الكساء على الثوب الناعم . وكان شراك نعله قد أخلق فأبدل بسيرٍ جديدٍ فصلى فيه ، فلما سلم قال : " أعيدوا الشراك الخلق وانزعوا هذا الجديد فإني نظرت إليه في الصلاة " . وعن جابرٍ رضي الله عنه قال : دخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على فاطمة رضي الله عنها وهي تطحن بالرحا وعليها كساءٌ من وبر الإبل ، فلما نظر إليها بكى وقال : " يا فاطمة تجرعي مرارة الدنيا لنعيم الأبد " . فأنزل الله عليه " ولسوف يعطيك ربك فترضى " . وقد أوصى أمته عامةً باتباعه إذ قال : " من أحبني فليستن بسنتي " . وقال : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " . وقال الله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " . وأوصى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عائشة رضي الله عنها خاصةً وقال : " إن أردت اللحوق بي فإياك ومجالسة الأغنياء ولا تنزعي ثوباً حتى ترقعيه " . وعد على قميص عمر رضي الله عنه اثنتان وعشرون رقعةٍ بعضها من أدم . وفي الخبر : " من ترك ثوب جمالٍ وهو يقدر عليه تواضعاً لله تعالى وابتغاءً لوجهه كان حقاً على الله أن يدخر له من عبقري الجنة في أتخات الياقوت " . وقال عمر رضي الله عنه : اخلولقوا واخشوشنوا ، وإياكم وزي العجم كسرى وقيصر . وقال الثوري وغيره : البس من الثياب مالا يشهرك عند العلماء ولا يحقرك عند الجهال . وقال بعضهم : قومت ثوبي سفيان ونعليه بدرهمٍ وأربعة دوانيق . والأخبار في التقلل من اللباس كثيرةٌ فلا نطول بسردها .