كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 279 """"""
الصلاة فادعوا فيها . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " خير يومٍ طلعت في الشمس يوم الجمعة إن فيه لساعةً لا يوافقها عبدٌ يصلي يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه " . وقد اختلف في ابتداء وقت هذه الساعة فقيل : أول ساعةٍ من طلوع الشمس ، وقيل : آخر ساعةٍ من غروبها ، وقيل : عند جلوس الإمام على المنبر ، وقيل : من الزوال إلى ابتداء الصلاة ، وقيل : من بعد العصر إلى الغروب ، وقيل : إنها تنتقل في ساعات اليوم كما تنتقل ليلة القدر في شهر رمضان . روي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال : قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهم : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شأن ساعة الجمعة ؟ قال : نعم ، سمعته يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شأن ساعة الجمعة يقول : " هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة " . وعن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ورضي الله عنها عن أبيها ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إن في الجمعة لساعةً لا يوافقها مسلمٌ يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه " . فقلت : يا أبت ، أي ساعةٍ هي ؟ قال : " إذا تدلى نصف الشمس للغروب " . فكانت فاطمة رضي الله عنها إذا كان يوم الجمعة تأمر غلاماً لها يقال له زيد يرصد لها الشمس ، فإذا تدلى نصف الشمس للغروب أعلمها ، فتقوم فتدخل المسجد فتدعو حتى تغرب الشمس وتصلي .
وحيث ذكرنا هذه المراتب فلنذكر الأدعية المنصوص عليها .
ذكر دعوات ساعات الأيام السبعة ولياليها
كما أورد الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف القرشي البوني رحمه الله تعالى دعوات الساعات في اللمعة النورانية فبدأ بيوم الأحد وذكر دعاء كل ساعةٍ منه ، ثم ذكر يوم الاثنين فقال : ساعة كذا يدعى فيها بدعاء ساعة كذا من يوم الأحد ، ثم ذكر يوم الثلاثاء فقال : ساعة كذا يدعى فيها بدعاء كذا من يوم الاثنين وكذلك في بقية ساعات الأيام والليالي ، يذكر كل ساعةٍ ويحيل في دعائها على ساعةٍ من اليوم أو الليلة التي قبلها . فرأيت أن الراغب في الدعاء يحتاج في معرفته إلى كشفٍ طويلٍ وتحقيقٍ إلى أن يصل إلى تلك الساعة من يوم الأحد ، وربما تعذر ذلك على كثيرٍ من الناس ، فرتبت الأدعية على ما ستقف إن شاء الله تعالى عليه ليسهل على المتناول طريقها ويدنو من المحاول تحقيقها ، فقلت وبالله التوفيق :

الصفحة 279