كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 3 """"""
بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي
ذكر أخبار إسحاق بن إبراهيم
هو أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، وقد تقدم نسبه في أخبار أبيه . وكان الرشيد يولع به فيكنيه أبا صفوان . قال أبو الفرج الأصفهاني في ترجمة إسحاق : وموضعه من العلم ، ومكانه من الأدب ، ومحله من الرواية ، وتقدمه في الشعر ، ومنزلته في سائر المحاسن أشهر من أن يدل عليها بوصفٍ . قال : فأما الغناء فكان أصغر علومه وأدنى ما يوسم به وإن كان الغالب عليه وعلى ما كان يحسنه ، فإنه كان له في سائر أدواته نظراءً وأكفاءً ولم يكن له في هذا نظير . لحق بمن مضى فيه وسبق من قد بقى ، وسهل طريق الغناء وأنارها ، فهو إمام أهل صناعته جميعاً وقدوتهم ورأسهم ومعلمهم ، يعرف ذلك منه الخاص والعام ، ويشهد له به الموافق والمفارق . على أنه كان أكره الناس للغناء وأشدهم بغضاً له لئلا يدعى إليه ويسمى به . وكان المأمون يقول : لولا ما سبق على ألسنة الناس وشهر به عندهم من الغناء
الصفحة 3
319