كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 309 """"""
النمط الثالث
الحي ، القيوم ، الرحمن ، الرحيم الملك القدير ، العلي ، العظيم ، الكبير ، المتعال . قال : هذا القسم من الأسماء يحتوي على أذكار المراقبين ، وفيه أعمالٌ جليلة البرهان . فالحي القيوم اسمان جليلان ، ذكرٌ لأهل الحضرة ، وهو من أذكار إسرافيل وملائكة الصور أجمعين ، يصلح أن يذكر من مبادئ الفجر إلى طلوع الشمس ، يجد ذاكره من الزيادة والخشية والتطلع إلى طلب الفضائل ما لم يعهده قبل ، ومن نقش الاسمين عند طلوع الشمس من يوم الجمعة مستقبل القبلة على ذكرٍ وأمسكه عنه أحيا الله ذكره إن كان خاملاً ، وأحيا رزقه إن كان قليلاً . وأما الرحمن الرحيم فأذكارٌ شريفةٌ للمضطرين وأمان للخائفين لا ينقشه أحدٌ في خاتمٍ في يوم جمعةٍ آخر النهار فيرى ما يكرهه ما دام عليه . ومن أكثر من ذكره كان ملطوفاً به في كل أموره . وأما الملك والقدير فذكرٌ يذكر عند كل ذي ملكٍ وقدرةٍ فإنه ما من ملكٍ يستديم هذا الذكر في عموم أوقاته إلا ثبت ملكه وانبسطت قدرته ، ويصلح للسالك الذي تغلبه شهوات نفسه ، فإنه ما يستديم ذكره من هذا مقامه إلا بعث الله إليه قوةً ملكيةً تؤيده وتنصره على من يخالفه من عوالمه . وأما العلي العظيم فللتنزيه . والكبير المتعال مناسبٌ للتنزيه أيضاً ، وهما اسمان لائقان بأهل التعظيم من أرباب الأحوال ليس للعامة في الذكر بهما قسم .
النمط الرابع
المهيمن ، المقيت ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، المحيط ، الحفيظ ، الفاطر ، المجيد ، ذو الجلال . قال البوني : أما المهيمن ، والمقيت فللعلم والاستيلاء والمراقبة في الجزئيات والكليات . والعزيز ، والجبار ، والمتكبر فمن أسماء صفات الذات اللازمة للخوف والرهبة والعظمة ، لا يذكرها ذليلٌ إلا عز ، ولا حقيرٌ إلا ارتفع ، ولا بين يدي جبارٍ إلا ذل وخضع ، ولا يذكرها ملكٌ من ملوك الأرض إلا وجد في نفسه ذلةً وانكساراً . وأما الحفيظ فإنه اسمٌ سريع الإجابة للخائفين في الأسفار . وأما المحيط ، والمجيد ، والفاطر ، وذو الجلال ، فأسماه التنزيه وزياداتٌ في التوحيد .
النمط الخامس
العليم ، الحكيم ، البديع ، النور ، القابض ، الباسط ، الأول الآخر ، الظاهر ، الباطن . قال : هذا القسم من الأسماء جليل القدر عظيم الشأن . فأما العليم ، والحكيم

الصفحة 309