كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
عساليج ، فاعرضها علي ، فإما أن عذرتك أو عذلتك ، فوجه إليها فحضرت ، وقال لبذل : هذه هي يا سيدتي ، فاسمعي وانظري ثم مريني بما شئت أطعك . فأقبلت عليه عساليج وقالت : يا عبد الله ، أتشاور في فوالله ما شاورت فيك لما حبتك . فقالت بذل : أحسنت والله يا صبية ولو لم تحسني شيئاً ولا كانت فيك خصلةٌ تحمد لوجب أن تعشقي لهذه الكلمة . ثم قالت لعبد الله : ما ضيعت ، احتفظ بصاحبتك هذه .
وقال حمدون بن إسماعيل : دخلت يوماً على عبد الله بن العباس الربيعي وخادمٌ له يسقيه ، وبيده عودٌ وهو يغني :
إذا اصطحبت ثلاثاً . . . وكان عودي نديمي
والكأس تضحك ضحكاً . . . من كف ظبيٍ رخيم
فما على طريقٌ . . . لطارقات الهموم
فما رأيت احسن مما حكى حاله في غنائه ولا سمعت أحسن مما غنى . ومن صنعته وشعره قوله
صدع البين والفؤادا . . . إذ به الصائح نادى
بينما الأحباب مجمو . . . عون إذ صاروا فرادى
فأتى بعضٌ بلادأً . . . وأتى بعضٌ بلادا
كلما قلت تناهى . . . حدثان الدهر زادا
ذكر أخبار وجه القرعة
هو أبو جعفر محمد بن حمزة بن نصير الوصيف مولى المنصور ، ويلقب وجه القرعة ، أحد المغنين الحذاق الضراب الرواة . أخذ الغناء عن إبراهيم الموصلي وطبقته . وكان حسن الأداء طيب الصوت لا علة فيه ، إلا انه كان إذا غنى الهزج

الصفحة 31