كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 312 """"""
النمط العاشر
الهادي ، الخبير ، المبين ، علام الغيوب ، ذو الجلال والإكرام ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، وينتظم في ذلك المعز ، والمذل ، وما في آخر سورة الإخلاص . قال : فالهادي ، والخبير ، والمبين ، لمن أراد كشف عواقب الأمور بجوعٍ وسهر ، ويذكر هذه الأسماء وعلى رأس مائةٍ من أعداد الذكر يقول : اهدني يا هادي ، وخبرني يا خبير ، وبين لي يا مبين ، ويسمي ما يريده وذلك في جوف الليل ، فإذا أدركه النوم مثل له كشف ما أراد من أي نوعٍ شاء . هذا مختصر ما قاله البوني في ترتيب أسماء الله الحسنى . وأما ما ورد في الاسم الأعظم ، فقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه سمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد ، الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فقال : " لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سأل به أعطى وإذا دعي به أجاب " . وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال : دخلت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسجد فإذا رجلٌ من الأنصار يقال له أبو عياشٍ الزرقي يصلي ، فدنوت منه ، فدعا في صلاته : اللهم إني أسألك - بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام - أن تغفر لي . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى " . وعن أسماء بنت يزيدٍ رضي الله عنها أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " وفاتحة سورة آل عمران " الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " . وعن أبي أمامة واسمه صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سورٍ من القرآن في البقرة وآل عمران وطه " . قال فالتمستهما فوجدت في البقرة آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ، وفاتحة آل عمران " الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ، وفي طه " عنت الوجوه للحي القيوم " .