كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
خاصةً خرج لا لسبب يعرف ، إلا أنه إن تعرض للحنين في جنس من الأجناس فلا يصح له البتة .
وروى أبو الفرج بسنده عن محمدٍ الهاشمي انه شهد إسحاق بن إبراهيم الموصلي عند عمه هارون بن عيسى وعنده محمد بن الحسن بن مصعب ، قال : فأتانا محمد بن حمزة وجه القرعة ، وكان شرس الأخلاق أبي النفس ، وكان إذا سئل الغناء أباه ، فإذا أمسك عنه كان هو المبتدئ به ، فأمسكنا عنه حتى طلب العود فأتي به فغنى :
مر بي سرب ظباء . . . رائحاتٍ من قباء
زمراً نحو المصلى . . . يتمشين حذائي
فتجاسرت وألقي . . . ت سرابيل الحياء
وقديماً كان لهوي . . . وفنوني بالنساء
قال : وكان يحسنه ويجيده ، فجعل إسحاق يشرب ويستعيده حتى شرب ثلاثة أرطال ، ثم قال : أحسنت يا غلام هذا الغناء لي وأنت تتقدمني فيه ولا يخلق الغناء مادام مثلك ينشأ فيه .
وقال أيضاً : كنا في البستان المعروف ببستان خالصٍ النصراني ببغداد ، ومعنا محمدٌ ابن حمزة وجه القرعة وهو يغنينا :
يا دار أفقر رسمها . . . بين المحصب والحجون
يا بشر إني فاعلمي . . . والله مجتهداً يميني
ما إن صرمت حبالكم . . . فصلي حبالي أو ذريني

الصفحة 32