كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
الشعر :
أمسيت عبداً مسترقاً . . . أبكي الألى سكنوا دمشقا
أعطيتهم قلبي فمن . . . يبقى بلا قلبٍ فأبقى
وطرحه على المسدود الطنبوري فوقع له موقعاً حسناً ، واستحسنه محمد منه فقال : أتحب أن أهبه لك ؟ قال : نعم ، قال : قد فعلت . فكان المسدود يغنيه ويدعيه ، وإنما هو لمحمد بن الحارث .
قال محمد : لما قدم المأمون من خراسان لم يشتق مغنياً بمدينة السلام غيري . فبعث إلي فكنت أنادمه سراً ، ولم يظهر للندماء حتى ظفر بإبراهيم بن المهدي ، فلما عفا عنه ظهر للندماء .
ولمحمد بن الحارث شعر ، منه قوله :
ومن ظن أن التيه من فضل قدره . . . فإني رأيت التيه من صغر القدر
ولو كان ذا عزٍ ونفسٍ أبيةٍ . . . لغض الغنى منه وعز عن الفقر
رأى نفسه لا تستقل بحقها . . . فتاه لنقص النفس أو قلة الشكر
ذكر أخبار أحمد بن صدقة
قال أبو الفرج الأصفهاني : هو أحمد بن صدقة بن أبي صدقة . كان أبوه حجازياً مغنياً ، قدم على الرشيد وغنى له . وقد ذكرنا أخباره في النوادر من كتابنا هذا ، فلا حاجة بنا إلى إعادتها . وكان أبو أحمد طنبورياً محسناً مقدماً حاذقاً حسن الغناء محكم الصنعة . قال : وله غناءٌ كثيرٌ في الأرمال والأهزاج وما يجري مجراها من غناء الطنبوريين . وكان ينزل الشام . ووصف للمتوكل فأمر بإحضاره ، فقدم عليه فغناه ، فاستحسن غناءه وأجزل صلته . واشتهاه الناس وكثر من يدعوه ، فكسب بذلك أكثر مما كسبه مع المتوكل أضعافاً .

الصفحة 34