كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 36 """"""
أعناقهن صلباناً من الذهب ، وفي أيديهن الخوص والزيتون . فقال لي المأمون : ويلك يا أحمد قد قلت في هؤلاء أبياتاً فغن بها ، ثم أنشدني :
ظباءٌ كالدنانير . . . ملاحٌ في المقاصير
جلاهن الشعانين . . . علينا في الزنانير
وقد زرفن أصداغاً . . . كأذناب الزرازير
وأقبلن بأوساطٍ . . . كأوساط الزنابير
فحفظته وغنيته ، فلم يزل يشرب والوصائف يرقصن بين يديه بأنواع الرقص من الدستبندا إلى الإلي حتى سكر ، وأمر لي بألف دينارٍ ، وأمر بأن ينثر على الجواري ثلاثة آلاف دينارٍ ، فقبضت الألف ونثرت ثلاثة آلاف الدينار فانتهبتها معهن .
قال : ولم يزل أحمد بالعراق حتى بلغه موت بنيةً له بالشام ، فشخص نحو منزله ، وخرج عليه الأعراب فأخذوا ما معه وقتلوه .
ذكر أخبار أبي حشيشة
قال أبو الفرج : أبو حشيشة لقبٌ غلب عليه ، وهو محمد بن بني أمية ، ويكنى أبا جعفر . وكان أهله جميعاً متصلين بإبراهيم بن المهدي ، وكان هو من بينهم يغني بالطنبور أحسن الناس غناءً . وخدم جماعةً من الخلفاء ، أولهم المأمون ومن بعده إلى المعتمد . قال : وكان أكثر انقطاعه إلى أبي أحمد بن الرشيد أيام حياته . وكان أبوه وجده وأخواله كتاباً .

الصفحة 36