كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
قال أحمد بن جعفر جحظة في ترجمة أبي حشيشة : وكان له صنعةٌ تقدم فيها كل طنبوريٍ لا أحاشي أحداً في ذلك . قال : فمنها :
كأن هموم الناس في الأرض كلها . . . علي وقلبي بينهم قلب واحد
ولي شاهدا عدلً سهادٌ وعبرةٌ . . . وكم مدعٍ للحب من غير شاهد
قال جحظة : ورأيته بين يدي المعتمد على الله وقد غناه من شعر عليٍ بن محمد ابن نصر :
حرمت بذل نوالك . . . واسوءتا من فعالك
لما ملكت وصالي . . . آيستني من وصالك
فوهب لي مائتي دينار . قال : وغنى يوماً عند ابن المدبر بحضرة عريب ، فقالت له : أحسنت يا أبا جعفر ولو عاش الشيخان ما قلت لهما هذا تعني علويه ومخارقاً . وقال أبو الفرج : إن أبا حشيشة ألف كتاباً جمع فيه أخباره مع من عاشر وخدم من الخلفاء ، وهو كتابٌ مشهور . قال : أول من سمعني من الخلفاء المأمون ، وصفني له مخارق ، فأمر بإشخاصي إليه ، وأمر لي بألف درهمٍ أتجهز بها . فلما وصلت إليه أدناني وأعجب بي ، وقال للمعتصم : هذا أثر خدمك وخدم آبائك وأجدادك يا أبا إسحاق . وذكر ما كان يشتهيه عليه كل خليفة ، فقال : كان المأمون يشتهي من غنائي :
كان ينهى فنهى حتى سلا . . . وانجلت عنه غيابات الصبا

الصفحة 37