كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
فقال عبد الله لأمية : خذ الأخرى ، فأخذهما جميعاً وخرج . فلما أن صار إلى القوم بهما أنشأ يقول :
ومالي لا أحييه وعندي . . . مواهب قد طلعن من النجاد
لأبيض من بني عمروٍ بن تيمٍ . . . وهم كالمشرفيات الحداد
لكل قبيلةٍ هادٍ ورأسٌ . . . وأنت الرأس تقدم كل هاد
عماد الخيف قد علمت معدٌ . . . وإن البيت يرفع بالعماد
له داعٍ بمكة مشمعلٌ . . . وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردحٍ من الشيزى ملاءٍ . . . لباب البر يلبسك بالشهاد
وكان سبب قول أمية بن أبي الصلت هذا الشعر أن عبد الله بن جدعان وفد على كسرى فأكل عنده الفالوذ ، فسأل عنه فقيل له : هذا الفالوذ . قال : وبم يصنع ؟ قيل : لباب البر يلبك مع عسل النحل . قال : أبغوني غلاماً يصنعه ، فأتوه بغلامٍ يصنعه فابتاعه ، ثم قدم به مكة ، فأمره أن يصنع الفالوذ ففعل ، ثم وضع الموائد من الأبطح

الصفحة 41