كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
إلى باب المسجد ، ثم نادى مناديه : ألا من أراد الفالوذ فليحضر ، فحضره الناس . وكان فيمن حضر أمية بن أبي الصلت فقال الأبيات . وقال فيه أيضاً :
ذكر ابن جدعانٍ بخي . . . ر كلما ذكر الكرام
من لا يخون ولا يع . . . ق ولا يبخله الأنام
يهب النجيبة والنجي . . . ب له الرحالة والزمام
وابن جدعان ممن ترك شرب الخمر في الجاهلية ، وقد تقدم ذكره . وهجاه دريد ابن الصمة بشعر ، فلقيه بعد ذلك عبد الله بسوق عكاظ ، فحياه وقال : هل تعرفني يا دريد ؟ قال : لا . قال : فلم هجوتني ؟ قال : ومن أنت . ؟ قال : عبد الله بن جدعان . قال : هجوتك لأنك كنت أثراً كريماً فأحببت أن أضع شعري موضعه . فقال له عبد الله : لئن كنت هجوت لقد مدحت ، وكساه وحمله على ناقةٍ برحالها ، فقال دريد :
إليك ابن جدعان أعملتها . . . مخففةً للسرى والنصب
فلا خفض حتى تلاقى امرأ . . . جواد الرضا وحليم الغضب
وجلداً إذا الحرب مرت به . . . يعين عليها بجزل الحطب
وجلت البلاد فما إن أرى . . . شبيه ابن جدعان وسط العرب
سوى ملكٍ شامخٍ ملكه . . . له البحر يجري وعين الذهب

الصفحة 42