كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 47 """"""
عمه مصعب قالا : حجت جميلة فخرج معها من الرجال المغنين والنساء والأشراف وغيرهم جماعةٌ ذكرهم أبو الفرج ، منهم من المغنين هنب وطويس والدلال ومعبد ومالك بن أبي السمح وابن عائشة ونافع الخير ونافع بن طنبورة وغير هؤلاء ممن ذكرهم : ومن النساء المغنيات جماعة ذكرهن منهن الفرهة وعزة الميلاء وحبابة وسلامة وخليدة وعقيلة والشماسية وفرعة ونبيلة ولذة العيش وسعيده والزرقاء ، ومن غير المغنين من الأشراف أبي عتيق والأحوص وكثير عزة ونصيب ، وجماعة من الأشراف الرجال والنساء . وحج معها من القيان مشيعات لها ومعظمات لقدرها خمسون قينة وجه بهن مواليهن وأعطوهن النفقات وحملوهن على الإبل في الهوادج والقباب وغير ذلك ، فأبت جميلة أن تنفق واحدةٌ منهن درهما فما فوقه حتى يرجعن . قال : وتخاير من خرج معها في اتخاذ أنواع اللباس العجيب والهوادج والقباب . قال : ولما قاربوا مكة تلقاهم سعيد بن مسجح وابن سريج والغريض وابن محرز والهذليون وجماعة من المغنين من أهل مكة وفتيانٌ كثير ، ومن غير المغنين عمر بن أبي ربيعة والحارث ابن خالد المخزومي والعرجي وجماعةٌ من الأشراف . فدخلت جميلةٌ مكة وما بالحجاز مغنٍ حاذقٍ ولا مغنيةٍ إلا وهو معها وجماعةٌ من الأشراف ممن سمينا وغيرهم من الرجال والنساء ، وخرج أبناء أهل مكة من الرجال و النساء ينظرون إلى جمعها وحسن هيئتهم . فلما قضت حجها سألها المكيون أن تجعل لهم مجلساً ، فقالت : للغناء أم للحديث ؟ فقالوا : لهما جميعاً . قالت : ما كنت لأخلط جداً بهزل ، وأبت أن تجلس للغناء . فقال عمرو بن أبي

الصفحة 47