كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 55 """"""
حتى إذا سطع الضياء لناظرٍ . . . فإذا وذلك بيننا أحلام
قد كنت أعذل في السفاهة أهلها . . . فأعجب لما تأتي به الأيام
فاليوم أعذرهم وأعلم أنما . . . سبل الضلالة والهدى أقسام
وقوله أيضاً فيها :
ألم ترها لا يبعد الله دارها . . . إذا رجعت في صوتها كيف تصنع
تمد نظام القول ثم ترده . . . إلى صلصلٍ من صوتها يترجع
وقوله فيها :
ألا قل لهذا القلب هل أنت مبصر . . . وهل أنت عن سلامة اليوم مقصر
ألا ليت أني حيث صارت بي النوى . . . جليسٌ لسلمى كلما عج مزهر
وله من قصيدةٍ طويلةٍ أولها :
سلامٌ هل لي منكم ناصر . . . أم هل لقلبي عنكم زاجر
قد سمع الناس بوجدي بكم . . . فمنهم اللائم والعاذر
في أشعارٍ كثيرةٍ يطول الشرح بذكرها . ومدحها الأحوص أيضاً بشعرٍ كثير . وقال فيها أيضاً ابن قيس الرقيات .
وروى أبو الفرج الأصفهاني قال : كانت سلامة وريا أختين ، وكانتا من أجمل النساء وأحسنهن غناءً ، فاجتمع الأحوص وابن قيس الرقيات عندهما . فقال لهما ابن قيس الرقيات : إني أريد أن أمدحكما بأبياتٍ فأصدق فيها ولا أكذب . فإن أنتما غنيتماني بذلك وإلا هجوتكما ولم أقربكما أبداً . قالتا : فما قلت ؟ قال : قلت :
لقد فتنت ريا وسلامة القسا . . . فلم يتركا للقس عقلاً ولا نفسا

الصفحة 55