كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 62 """"""
الرقيات :
حلقٌ من بني كنانة حولي . . . بفلسطين يسرعون الركوبا
جزعت أن رأت مشيبي عرسيٍ . . . لا تلومي ذوائبي أن تشيبا
فأصابت ما في نفسه ، فقال : احتكمي . قالت : تهب لي سلامة ومالها . قال : اطلبي غيرها ، فأبت غيرها ، فقال : أنت أولها بها ومالها ، فلقيت سلامة من ذلك أمراً عظيماً . فقال حبابة : لا ترين إلا خيراً . فجاءها يزيد فسألها أن تبيعه إياها بحكمها . فقالت : أشهدك الآن أنها حرة ، فاخطبها الآن أزوجك مولاتي .
قال : وغنت حبابة يوماً يزيد :
ما أحسن الجيد من مليكة وال . . . لبات إذ زانها ترائبها
يا ليتني ليلةً إذا هجع الناس ونام الكلاب صاحبها
في ليلةٍ لا يرى بها أحدٌ . . . يسعى علينا إلا كواكبها
فطرب يزيد ، وقال : هل رأيت قط أطرب مني ؟ قال : نعم ، ابن الطيار معاوية ابن عبد الرحمن بن جعفر . فكتب يزيد إلى عبد الرحمن بن الضحاك فحمله إليه . فلما قدم أرسلت إليه حبابة : إنما بعث إليك لكذا وكذا وأخبرته بالقصة ، فإذا أدخلت عليه وتغنيت فلا تظهرن طرباً حتى أغني الصوت الذي غنيته ، فقال : سوءةً على كبر السن فدعاه يزيد وهو على طنفسة خزٍ ، ووضع لمعاوية مثلها ، وجاءوا بجامين فيهما مسكٌ ، فوضع أحدهما بين يدي يزيد والآخر بين يدي معاوية . قال معاوية : فلم أدر كيف أصنع ، فقلت : أنظر كيف يصنع فأصنع مثله ، فكان يقلبه فتفوح ريحه وأفعل مثل ذلك . فلما جيء بحبابة وغنت ، فلما غنت ذلك الصوت أخذ معاوية الوسادة فوضعها على رأسه وقام يدور ويقول : الدخن

الصفحة 62