كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
وروى أبو الفرج بسنده إلى الفضل بن الربيع أنه قال : ما رأيت ابن جامع يطرب لغناءٍ كما يطرب لغناء خليدة المكية . وكانت سوداء ، وفيها يقول الشاعر :
فتنت كاتب الأمير رباحٍ . . . يا لقومي خليدة المكية
وغنت هشام بن عروة يوماً ، فلما سمعها قال : اكتبي على صدرك " قل هو الله أحدٌ " وبين يديك المعوذتين لا تصيبك العين .
وقال عمر بن شبة : بلغني أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أرسل إلى خليدة المكية أبا عونٍ مولاه يخطبها عليه . فاستأذن فأذنت له وعليها ثيابٌ رقاقٌ لا تسترها ، ثم وثبت فقالت : إنما ظننتك بعض سفهائنا ، ولكنني ألبس لك ثياب مثلك ففعلت . وقال : قد أرسلني إليك مولاي ، وهو من تعلمين من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومن عثمان بن عفان ومن عليٍ وهو ابن عم أمير المؤمنين ، يخطبك . قالت : قد نسبت فأبلغت ، فاسمع نسبي أنا بأبي أنت إن أبي بيع على غير عقد الإسلام ولا عهده ، فعاش عبداً ومات في رجله قيدٌ وفي عنقه سلسلةٌ على الإباق والسرقة ، وولدتني أمي على غير رشدةٍ وماتت وهي آبقة ، فأنا من تعلم . فإن أراد صاحبك نكاحاً مباحاً أو زناً صراحاً فهلم إلينا فنحن له . فقال : إنه لا يدخل في الحرام . فقالت : لا ينبغي أن يستحي من الحلال ، فأما نكاح السر فلا والله لا فعلته ولا كنت عاراً على القيان . قال : فأتيت محمداً فأخبرته ، فقال : ويحك أتزوجها مغنيةً وعندي بنت طلحة بن عبيد الله لا ولكن ارجع إليها فقل لها : تختلف إلي أردد بصري فيها لعلي أسلو ، فرجعت إليها فأبلغتها الرسالة فضحكت وقالت : أما هذا فنعم ، لسنا نمنعه .
ذكر أخبار متيم الهشامية
قال أبو الفرج : كانت متيم مولدةً صفراء من مولدات البصرة ، وبها نشأت

الصفحة 65