كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 69 """"""
فقال : والله إني لا أعلم أنك أردت بما غنيت ما في قلبك لصاحبك وأنك لم تريديني ، ولو أعلم أنك تريدينني لقتلك ، ولكن خذوها فأخذوا بيدي فأخرجت . وهذه متيم هي التي كان يهواها عبد الصمد بن المعذل ، وأظن ذلك قبل اتصالها بعلي بن هشام ، وهي إذ ذاك عند رجلٍ من وجوه البصرة .
قال : وكانت لا تخرج إلا متنقبة . فحكى المبرد وغيره : أنها قدمت يوماً إلى ابن عبيد الله بن الحسين العنبري القاضي ، فاحتاج إلى أن يشهد عليها ، فأمر بها أن تسفر ففعلت . فقيل لعبد الصمد : أو رأيت متيم وقد أسفرها القاضي لرأيت شيئاً عجيباً فقال :
ولما سرت عنها القناع متيمٌ . . . تروح منها العنبري متيما
رأى ابن عبيد الله وهو محكمٌ . . . عليها لها طرفاً عليه محكما
وكان قديماً كالح الوجه عابساً . . . فلما رأى منها السفور تبسما
فإن يصب قلب العنبري فقبله . . . صبا باليتامى قلب يحيى بن أكثما
فبلغ قوله يحيى بن أكثم ، فكتب إليه : عليك لعنة الله أي شيءٍ أردت مني حتى أتاني شرك من البصرة فقال لرسوله : قل له : متيم أقعدتك على طريق القافية .
ذكر أخبار ساجي جارية عبيد الله بن عبد الله بن طاهر
قال أبو الفرج : كانت ساجي إحدى المحسنات المقدمات المبرزات المتقدمات ، وهي تخريج مولاها عبيد الله ، وكان مهما صنع من الغناء نسبه إليها ، وكان قد بلغ من ذلك الغاية ، ولكنه كان يترفع عن ذكره ويكره أن ينسب إليه .