كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
انقطعت إلى حمدونة بنت الرشيد ثم إلى غضيض . وكانت مشهورةً بالظرف والمجون .
قال هبة الله بن إبراهيم بن المهدي : وكانت تواصل جماعةً كانوا يميلون إليها وترى كل واحدٍ منهم أنها تهواه . وكانت أحسن أهل عصرها وجهاً وأشأمهم على من تزوجها أو رابطها . فقال فيها إبراهيم بن المهدي :
عدمتك يا صديقة كل خلقٍ . . . أكل الناس ويحك تعشقينا
وكيف إذا خلطت الغث منهم . . . بلحم سمينهم لا تبشيما
قال أبو هفان : خرج يحيى بن الربيع إلى بعض النواحي وترك جاريته دقاق في داره ، فعملت بعده الأوابد . فقال موسى الأعمى فيه :
قل ليحيى نعم صبرت على المو . . . ت ولم تخش ريب سهم المنون
كيف قل لي أطلقت ويحك يا يح . . . يى على الضعف منك حمل القرون يشير بقوله : سهم ريب المنون إلى شؤمها .
ذكر أخبار قلم الصالحية
قال أبو الفرج الأصفهاني : كانت قلم الصالحية مولدةً صفراء حلوةً حسنة الغناء والضرب حاذقةً ، قد أخذت عن إبراهيم وابنه إسحاق ويحيى المكي وزبير بن دحمان . وكانت لصالح بن عبد الوهاب أخي أحمد بن عبد الوهاب كاتب صالح بن الرشيد ، وقيل : بل كانت لابنه . قال : وكانت لها صنعةٌ يسيرةٌ نحو عشرين صوتاً ، فاشتراها الواثق بعشرة آلاف دينار .
قال أحمد بن الحسين بن هشام : كانت قلم إحدى المغنيات المحسنات المتقدمات ، فغنى بين يدي الواثق لحنٌ لها في شعر محمد بن كناسة ، وهو :

الصفحة 71