كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 74 """"""
وقال هارون بن محمد بن عبد الملك وهو ابن ذي الزوائد فيها :
بصبص أنت الشمس مزدانةً . . . فإن تبدلت فأنت الهلال
سبحانك اللهم ما هكذا . . . فيما مضى كان يكون الجمال
إذا دعت بالعود في مشهدٍ . . . وعاونت يمنى يدها الشمال
غنت غناءً يستفز الفتى . . . حذقاً وزان الحذق منها الدلال
قال : وهوى محمد بن عيس الجعفري بصبص فهام بها وطال ذلك عليه ، فقال لصديقٍ له : قد شغلتني هذه عن صنعتي وكل أمري ، وقد وجدت مس السلو عنها ، فاذهب بنا إليها حتى أكاشفها ذلك وأستريح . فأتياها ، فلما غنتهما قال لها محمد بن عيسى : أتغنين :
وكنت أحبكم فسلوت عنكم . . . عليكم في دياركم السلام
فقالت : لا ، ولكني أغني :
تحمل أهلها عنها فبانوا . . . على آثار من ذهب العفاء
قال : فاستحيا وازداد بها كلفاً ولها عشقاً ، فأطرق ساعةً ثم قال لها : أتغنين :
وأخضع بالعتبى إذا كنت مذنباً . . . وإن أذنبت كنت الذي أتنصل
قال : نعم ، وأغني أحسن منه :
فإن تقبلوا بالود نقبل بمثله . . . وننزلكم منا بأقرب منزل
فتقاطعا في بيتين وتواصلا في بيتين ، وما شعر بهما أحد .
قال : وحضر أبو السائب المخزومي مجلساً فيه بصبص ، فغنت :
قلبي حبيسٌ عليك موقوف . . . والعين عبرى والدمع مذروف