كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 75 """"""
والنفس في حسرةٍ بغصتها . . . قد شف أرجائها التساويف
إن كنت بالحسن قد وصفت لنا . . . فإنني بالهوى لموصوف
يا حسرتا حسرةً أموت بها . . . إن لم يكن لي إليك معروف
قال : فطرب أبو السائل ونعر وقال : لا عرف الله من لا يعرف لك معروفك ، ثم أخذ قناعها ووضعه على رأسه وجعل يبكي ويلطم ويقول لها : بأبي أنت والله إني لأرجو أن تكوني عند الله أفضل من الشهداء لما توليناه من السرور ، وجعل يصيح : واغوثاه يا لله ما يلقى العاشقون .
وقال عثمان بن محمد الليثي : كنت يوماً في منزل ابن النفيس ، فخرجت إلينا جاريته بصبص ، وكان في القوم فتًى يحبها ، فسألته حاجةً فقام ليأتيها بها ، فنسي أن يلبس نعله ومضى حافياً . فقالت له : يا فلان ، نسيت نعلك ، فرجع فلبسها وقال : أنا والله كما قال الأول :
وحبك ينسيني عن الشيء في يدي . . . ويشغلني عن كل شيءٍ أحاوله
فأجابته فقالت :
وبي مثل ما تشكوه مني وإنني . . . لأشفق من حبٍ لذاك تزايله
ذكر أخبار جواري ابن رامين وهن سلامة الزرقاء ، وربيحة ، وسعدة
قال أبو الفرج : وابن رامين هو عبد الملك بن رامين مولى عبد الملك بن بشر ابن مروان . وكان له جوارٍ مغنياتٌ مجيدات ، وهن سلامة الزرقاء ، وربيحة ، وسعدة . وفيهن يقول إسماعيل بن عمار قصيدته التي أولها :
هل من شفاءٍ لقلبٍ لج محزون . . . صبا وصب إلى رئم ابن رامين
إلى ربيحةٍ إن الله فضلها . . . بحسنها وسماعٍ ذي أفانين

الصفحة 75