كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 79 """"""
فقالت عنان :
بكيت عليها إن قلبي يحبها . . . وإن فؤادي كالجناحين ذو رعش
تعنيتنا بالشعر لما أتيتنا . . . فدونك خذه محكماً يا أبا حبش وقال مروان بن أبي حفصة : لقيني الناطفي فدعاني إلى عنان ، فانطلقت معه . فدخل إليها قلبي فقال : جئتك بأشعر الناس مروان بن أبي حفصة ، فوجدها عليلةً فقالت : إني عن مروان لفي شغل . فأهوى إليها بسوطٍ فضربها ، وقال لي : ادخل ، فدخلت وهي تبكي ، فرأيت الدموع تتحدر من عينيها ، فقلت :
بكت عنان فجرى دمعها . . . كالدر إذ يسبق من خيطه
فقالت مسرعةً :
فليت من يضربها ظالماً . . . تيبس يمناه على سوطه
قال مروان : فقلت : أعتق ما أملكك إن كان في الجن والإنس أشعر منها .
وقال أحمد بن معاوية قال لي رجلٌ : تصفحت كتباً فوجدت فيها بيتاً جهدت جهدي أن أجد من يجيزه فلم أجد . فقال لي صديقٌ لي : عليك بعنان جارية الناطفي ، فأتيتها فأنشدتها البيت وهو :
وما زال يشكو الحب حتى رأيته . . . تنفس من أحشائه وتكلما
فلم تلبث أن قالت :
ويبكي فأبكي رحمةً لبكائه ، . . . إذا ما بكى دمعاً بكيت له دما
وقال موسى بن عبد الله التميمي : دخل أبو النواس على الناطفي وعنان جالسةٌ تبكي ، وقد كان الناطفي ضربها ، فأومأ إلى أبي نواس أن حركها بشيء ، فقال أبو