كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 86 """"""
سهل ، هي التي عاتبتني في أن أبيعها بسبعين ألف دينار ، لا والله ولا هذه الساعة الواحدة بسبعين ألف دينار وحكي عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال : أمرني المعتز بالله ذات يومٍ بالمقام عنده فأقمت ، ومدت الستارة وخرج من كان يغني وراءها وفيهن شارية ، ولم أكن سمعتها قبل ذلك فاستحسنت ما سمعت منها ، وقال لي المعتز : يا عبيد الله ، كيف ما تسمع منها عندك ؟ فقلت : حظ العجب من هذا الغناء أكثر من حظ الطرب ، فاستحسن ذلك ، وأخبرها به فاستحسنته . قالوا : وكانت شارية أحسن الناس غناءً منذ توفي المعتصم إلى آخر خلافة الواثق . وقيل : إن إبراهيم بن المهدي لم يطأ شارية ، وإن الذي افتضها المعتصم . وكان إبراهيم يسمي شارية بنتي .
وقال يعقوب بن بيان : كانت شارية لصالح بن وصيف . فلما بلغه رحيل موسى بن بغا من الجبل يريده بسبب قتل المعتز ، أودع شارية جوهره ، فظهر لها جوهر كثير بعد ذلك . فلم أوقع موسى بصالح استترت شارية عند هارون بن شعيب العكبري ، وكان أنظف خلق الله طعاماً وأسراهم مائدةً ، وأوسخهم كل شيءٍ بعد ذلك ، وكان له بسر من رأى منزله وفيه بستانٌ كبيرٌ ، وكانت شارية تسميه أبي ، وتزوره في منزله فتحمل معها كل شيءٍ تحتاج إليه حتى الحصير تقعد عليه . وكانت من أكرم الناس . عاشرها أبو الحسن علي بن الحسين عند هارون هذا ، ثم أضاق في وقتٍ فاقترض منها على غير رهنٍ عشرة آلف دينارٍ فأقرضته ، ومكثت أكثر من سنةٍ ما أذكرته بها ولا طالبته بردها .