كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 9 """"""
فكأنما تلك الوجوه أهلةٌ . . . أقمرن بين العشر والعشرينا
وكأنهن إذا نهضن لحاجةٍ . . . ينهضن بالعقدات من يبرينا
وأشعاره في هذا النوع كثيرة .
روي عن الأصمعي قال : دخلت أنا وإسحاق بن إبراهيم الموصلي يوماً على الرشيد فرأيناه لقس النفس ، فأنشده إسحاق :
وآمرةٍ بالبخل قلت لها اقصري . . . فذلك شيءٌ ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الكرام ولا أرى . . . بخيلاً له حتى الممات خليل
وإني رأيت البخل يزرى بأهله . . . فأكرمت نفسي أن يقال بخيل
ومن خير حالات التي لو علمته . . . إذا نال خيراً أن يكون ينيل
فعالي فعال المكثرين تجملاً . . . ومالي كما تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى . . . ورأي أمير المؤمنين جميل
قال : فقال الرشيد : لا تخف إن شاء الله ، ثم قال : لله در أبياتٍ تأتين بها ما أشد أصولها ، وأحسن فصولها ، وأقل فضولها وأمر له بخمسين ألف درهم . فقال له
الصفحة 9
319