كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
ألف دينار ، فأخرجها إلى الرشيد وهي عليها . فلما رآه أنكره وقال : ويلك يا حمويه من أين لك هذا ؟ ما وليتك عملاً تكسب فيه مثله ولا وصل إليك مني هذا القدر فصدقه عن أمره ، فبعث الرشيد إلى أصحاب الجوهر ، فأحضرهم واشترى الجوهر منهم ووهبه لها ، وحلف ألا تسأله في يومه ذلك حاجةً إلا قضاها ، فسألته أن يولي حمويه الحرب والخراج بفارس سبع سنين ، ففعل ذلك وكتب له عهده بذلك ، وشرط على ولي العهد أن يتممها له إن لم تتم في حياته .
قال الأصفهاني : ولإبراهيم الموصلي في ذات الخال شعرٌ كثيرٌ غنى فيه .
فمنه قوله :
أذات الخال قد طال . . . بمن أسقمته الوجع
وليس إلى سواكم في ال . . . ذي يلقى له فزع
أما يمنعك الإسلا . . . م من قتلي ولا الورع
وما ينفك لي فيك . . . هوًى تغتره خدع
ومنها :
جزى الله خيراً من كفلت بحبه . . . وليس به إلا التموه من حبي
وقالوا قلوب الغانيات رقيقةٌ . . . فما بال ذات الخال قاسية القلب
وقالوا لها هذا حبيبك معرضاً . . . فقالت لهم إعراضه أيسر الخطب
فما هي إلا نظرةٌ بتبسمٍ . . . فتنشب رجلاه ويسقط للجنب
وله فيها أشعارٌ كثيرةٌ غير ما أوردناه .
ذكر أخبار دنانير البرمكية
قال أبو الفرج : كانت دنانير مولاة يحيى بن خالد البرمكي ، وكانت صفراء مولدة ، من أحسن الناس وجهاً ، وأظرفهم وأكملهم أدباً ، وأكثرهم روايةً للغناء والشعر ، ولها كتابٌ مجردٌ في الأغاني مشهور . وكان اعتمادها في غنائها على ما أخذته من بذل ، وهي خرجتها ، وقد أخذت أيضاً عن الأكابر الذين أخذت بذل عنهم

الصفحة 91