كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 99 """"""
وحكى علي بن يحيى المنجم أن المأمون لما مات بيعت في ميراثه - ولم يبع له عبدٌ ولا أمةٌ غيرها - فاشتراها المعتصم بمائة ألفٍ وأعتقها فهي مولاته . وقيل : إنه لما مات محمد الأمين تدلت عريب من قصر الخلد بحبلٍ إلى الطريق وهربت إلى حاتم بن عدي .
وحكى إبراهيم بن رباحٍ قال : كنت أتولى نفقات المأمون ، فوصف له إسحاق ابن إبراهيم الموصلي عريب ، فأمره أن يشتريها له ، فاشتراها بمائة ألف درهم ، فأمرني المأمون بحملها ، وأن احمل إلى إسحاق مائة ألف درهم ، ففعلت ذلك ، فلم أدر كيف أثبتها ، فكتبت في الديوان أن مائة الألف خرجت في ثمن جوهرة ، ومائة الألف الأخرى خرجت لصائغها ودلالها . فجاء الفضل بن مروان للمأمون وقد رأى ذلك وأنكره ، وسألني عنه فقلت : نعم ، هو ما رأيت . فسأل المأمون عن ذلك فقال : وهبت لدلالٍ وصائغٍ ألف درهم وغلظ القصة ، فأنكرها المأمون ، ودعاني فدنوت وأخبرته أن المال الذي خرج في ثمن عريب وصلة إسحاق ، وقلت أيما أصوب يا أمير المؤمنين : ما فعلت ، أم أثبت بالديوان أنها خرجت ثمن مغنيةٍ وصلة مغن . فضحك المأمون وقال : الذي فعلت أصوب . ثم قال للفضل ابن مروان : يا نبطي ، لا تعترض على كاتبي هذا في شيء .
ولعريب أخبارٌ قد بسط أبو الفرج الأصفهاني القول بها في كتابه الذي ترجمه " تحف الوسائد في إخبار الولائد " ، وذكر أيضاً نتفاً من أخبارها في كتابه المترجم " بالأغاني " . منها خبرها مع محمد بن حامد المعروف بالخشن ، وأخبارٌ لها مع المأمون ، وأخبارٌ مع صالح المنذري الخادم ، وإبراهيم بن المدبر ، وغير ذلك من أخبارها . وقد رأينا أن نثبت لمعاً من ذلك .
أما أخبارها مع محمد بن حامد - وهو أحد من كانت تعشقه وتهواه وتخاطر بنفسها في الاجتماع به - فمنها ما روي عن عبد الملك الضرير أنها لما صارت في دار المأمون احتالت عليه حتى وصلت إليه ، وكانت تلقاه في الوقت بعد الوقت حتى حملت منه وولدت بنتاً ، فبلغ ذلك المأمون فزوجه إياها . وقال محمد بن موسى : اصطبح