كتاب مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ودوره في خدمة السيرة النبوية

بينها، ويستفيد من وجوده في موقع الأحداث وعلى أرضها، لإنجاز مشروع رائد يخدم هذا العمل الجليل، ويخدم به أجيال المسلمين الحاضرة والقادمة، مشروع توثيق ميداني لأحداث السيرة، يطابق فيه الأحداث مع المواقع، ويزن الروايات المختلفة بميزان التوافق مع طبيعة الأرض وجغرافية المكان، وحقيقة التضاريس، ويستعين بجميع معطيات البيئة للوصول إلى صورة دقيقة للحدث الذي يوثقه.
ونظرًا لضخامة هذا المشروع؛ فقد وزعه على مراحل، وجعل لكل مرحلة هدفًا من أهداف خطته السنوية.
واختار أن تكون المرحلة الأولى غزوة أحد، لأسباب كثيرة، منها: وجود خلافات في رواية بعض تفصيلات الغزوة، ووجود المركز على مقربة من موقع الغزوة، وتردد مئات الآلف من الزائرين إليه كل سنة، لا يجدون شرحًا موثقًا، بل ويقع الكثير منهم ضحية روايات شعبية عجيبة لا أساس لها من الصحة، يتطوع بها السائقون وصبية مرتزقة، وغير ذلك من الأسباب.
ويتضمن مشروع التوثيق ما يلي:
1 - إعداد نص موثق لأحداث الغزوة، تعرض فيه رواية واحدة متسلسلة، تؤخذ من المصادر التالية حسب ترتيبها: القرآن الكريم، الحديث الصحيح، السيرة النبوية، كتب التاريخ، كتب التراجم، وتقدم المصادر التراثية على المصادر الحديثة، وتعرض الرواية الأرجح، وتوثق جميع تفصيلات النص من مصادرها، وقد أعد الباحثون في المركز هذا النص، وعرض على المحكمين، ونفذت ملاحظاتهم.
2 - إعداد خريطة دقيقة تعتمد على الرفع المساحي والتصوير الجوي

الصفحة 22