كتاب جزء من شرح تنقيح الفصول في علم الأصول - رسالة ماجستير (اسم الجزء: 1)
أن يُعتقد أنه إنما اعتمد في رجم اليهوديين على وحيٍ جاءه من قبل الله تعالى، أما غير ذلك فلا يجوز، ولا يُقْدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على دماء الخلق بغير مستندٍ صحيح)) (¬1) .
أما مع العلماء الأجلاء، فإنه تلَّطف معهم في العبارة، وأثبت فضلهم، وأعلى أقدارهم، وكل هذا ظاهرٌ في الأوصاف التي يخلعها عليهم، وإكثار الترحُّم عليهم، بل الترضِّي عنهم، كقوله: ((مذهب مالك، وجمهور العلماء رضي الله عنهم وجوبه وإبطال التقليد)) (¬2) ، وقال: ((منهم الشافعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما)) (¬3) ، وقال ((وأما الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه. . .)) (¬4) ، واسمعه وهو يدعو لشيخه العز بن عبد السلام رحمه الله: ((وكان الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام قدَّس الله روحه من الشافعية يقول. . .)) (¬5) .
كما أنه يعترف لهم بالفضل فيقول: ((غير أن هاهنا قاعدة للحنفية أخبرني
فضلاؤهم، وهي. . .)) (¬6) .
ويقول: ((قال بعض فضلاء العصر. . .)) (¬7) ، وقال: ((فذكرتُ هذا لبعض العلماء الأعيان. . .)) (¬8) .
وكان الإمام الشهاب القرافي رحمه الله يلتمس للعلماء المعاذير، فها هو يقول:
((فلا يوجد عالم إلا وقد خالف من كتاب الله وسنة نبيّه عليه الصلاة والسلام أدلةً كثيرة، ولكن لمعارضٍ راجحٍ عليها عند مخالفها)) (¬9) . وقد أوَّل كلاماً للشافعي ليستقيم على وجهٍ صحيحٍ في مسألة عموم المشترك، فقال: ((ولعل الشافعي رضي الله عنه يريد
¬_________
(¬1) انظر: القسم التحقيقي ص 35 - 36.
(¬2) انظر: القسم التحقيقي ص 441.
(¬3) انظر: القسم التحقيقي ص 269 - 270.
(¬4) انظر: القسم التحقيقي ص 449.
(¬5) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص 174.
(¬6) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص 185.
(¬7) انظر: القسم التحقيقي ص 13.
(¬8) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص 187.
(¬9) انظر: القسم التحقيقي ص 507.