كتاب شرح التلقين (اسم الجزء: 3/ 2)

وقال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (¬1) وإبليس ليس من الملائكة، بدليل قوله في آية أخرى: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (¬2).
وأما ألسنة العرب فقد ذكر سيبويه أن أهل اللغة يثبتون الاستثناء من غير الجنس. قال: وإنما اختلفوا في إعرابه إذا كان منفيً: هل هو بالنصب أو بالرفع؟.
وأمّا الأشعار فقد قال الشاعر وهو النابغة:
وقفت فيها أصيلًا (¬3) أسائلها ... عيّت جوابا وما بالرَّبع من أحد
إلا الأُوَاريَّ لَأْيامَّا أباينها (¬4) .... والنواك الحوض المظلومة الجلد (¬5)

والأواري ها هنا ما يحسن (¬6) بها الخيل من وتد وحبل. واحدها آرِيٌّ وسيماخية (¬7) والجمع أواخي. والوتد والحبل لا ينطق عليه اسم "أحد" فصار ذلك استثناء من غير الجنس.
وفي هذا البيت روايات منها:
وقفت فيها طويلًا كي أسائلها.
ومنها: وقفت فيها أصيلانا.
كما ذكرنا، فقيل: إنه جمع أصيل كرغيف ورغفان.
¬__________
(¬1) الحجر:30.
(¬2) الكهف:50.
(¬3) هكذا في النسختين، والصواب: أصَيْلانًا.
(¬4) هكذا في النسختين، والصواب: أُبَيّنُها.
(¬5) هكذا في النسختين، والصواب: والنُّوي كالحوْض بالمظلومة الجَلَد. انظر بالنسبة للتعاليق - 3 - 4 - 5 - ديوان النابغة صنعة ابن السكيت 2، 463.
(¬6) هكذا في النسختين، والصواب: يُحْبس.
(¬7) هكذا في النسختين، والصواب: وتسمى آخيّهُ تاج العروس 27/ 42، 43.

الصفحة 55