كتاب جزء من شرح تنقيح الفصول في علم الأصول - رسالة ماجستير (اسم الجزء: 2)

وغير ذلك، فصار معنى الآية (¬1) : يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة - التي (¬2) هذا شأنها - من يوم الجمعة فاسعوا* إلى ذكر الله. وإذا كان البيان يُعدُّ منطوقاً (¬3) به في المبيَّن [كان حكمه حكم ذلك (¬4) المبيَّن] (¬5) : إن كان (¬6) واجباً فواجب، أو (¬7) مندوباً فمندوب، أو مباحاً فمباح.
أدلة القائلين بوجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم إن لم يكن فعله بياناً وفيه قُرْبة
حجة الوجوب: القرآن، والإجماع، والمعقول.
أما القرآن: فقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (¬8) والفعل [مأتيٌّ به] (¬9) فوجب أخذه؛ لأن ظاهر الأمر للوجوب.
وقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} (¬10) جعل تعالى اتباع نبيَّه من لوازم
[محبَّتِنا لله] (¬11) تعالى، ومحبَّتُنا لله تعالى واجبة، ولازم الواجب واجب، فاتباعه صلى الله عليه وسلم واجب (¬12) .
وقوله تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ} (¬13) والأمر للوجوب.
¬_________
(¬1) في ق: ((آية الجمعة)) .
(¬2) ساقطة من ن.
(¬3) في ن: ((منطوق)) وهو خطأ نحوي؛ لعدم انتصابه على المفعولية.
(¬4) ساقطة من ق.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من ن.
(¬6) ساقطة من س، ق.
(¬7) في ق: ((وإن)) وهو تكرار لا داعي له.
(¬8) الحشر، من الآية: 7.
(¬9) في س "ما يأتي". وهي غير موفية بالمراد، وفي ن: ((مما أتى به)) .
(¬10) آل عمران، من الآية: 31.
(¬11) في ن: ((محبة الله)) .
(¬12) انظر مزيداً من توضيح هذا الاستدلال في: نفائس الأصول 5 / 2320.
(¬13) هكذا في نسخة ش، جاءت في سياق قوله تعالى: { ... فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158] . وفي جميع النسخ الأخرى قوله تعالى {فاتبعوه} وهي من الآية (153) الأنعام، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} وكذا من الآية (155) الأنعام، قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} الآية. والمثبت من نسخة (ش) أليق بالاستدلال؛ لأن عود الضمير عليه صلى الله عليه وسلم أولى من عوده على الصراط أو الكتاب. والله أعلم.

الصفحة 6