كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 3)

إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَيَّاشٌ، وَسَلَمَةُ مُتَكَفِّلَانِ (¬١) مُرْتَدِفَانِ عَلَي بَعِيرٍ، وَالْوَلِيدُ يَسُوقُ بِهِمَا، فَكُلِمَتْ إِصْبَعُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ:
هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ
فَعَلِمَ النَّبِيُّ - صلي الله علية وسلم - مَخْرَجَهُمْ إِلَيْهِ وَشَأْنَهُمْ، قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ، فَصلَّى الصُّبْحَ فَرَكَعَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا (¬٢)، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ دَعَا لَهُمْ (¬٣) قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ! أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ! أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَام، اللَّهُمَّ! أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَليدِ، اللَّهُمَّ! أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي (¬٤) يُوسُفَ".
° [٤١٦٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ (¬٥): دَعَوْتُ فِي الْمَكْتُوبَةِ عَلَى رَجُلٍ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِهِ، قَالَ: قَدِ انْقَطَعَتْ صَلَاتُكَ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي حِينَئِذٍ، قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَرَكَعَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ * الرَّكْعَةِ، قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ عَياشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَليِدِ (¬٦) بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامِ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ عِبَادَكَ"، قُلْتُ: فَدَعَا بِهَذَا وَسَمَّى مَا سَمَّى، قَالَ: لَا أَدْرِي أَكَانَ فِي
---------------
(¬١) في الأصل: "مكبلان"، وفي (ر): "مكسلان"، والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (٧/ ٥٤)، من طريق المصنف به، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ ١٣٥٣)، وقال ابن الأثير في "النهاية" (مادة: كفل): "تكفلت البعير وأكفلته: إذا أدرت حول سنامه كساء ثم ركبته".
(¬٢) في (ر): "بينهما"، والمثبت من الأصل، وهو الموافق لى "معرفة الصحابة" الذي سبق.
(¬٣) في الأصل: "لهما"، والمثبت من (ر)، وينظر المصدران السابقان.
(¬٤) في (ر): "كسنين"، وينظر المصدران السابقان.
(¬٥) في (ر): "لو".
* [ر/٤٤٤].
(¬٦) قوله: "ابن الوليد" ليس في (ر)، واستدركناه من "كنز العمال" (٣٧٤٦٠) معزوا للمصنف، وينظر ترجمته في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (٥/ ٢٧٢٦).

الصفحة 164