كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 3)
قَالَ: وَكَانُوا (¬١) زَعَمُوا يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنٍ (¬٢) لَهُ، وَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لَا أَسْرِقُ إِنَّمَا يَسْرِقُ مِحْجَنِي، قَالَ: وَصَاحِبَةُ الْهِرَّةِ امْرَأَةٌ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا (¬٣)، فَتَأْكُلُ وَتَشْرَبُ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا (¬٤)، وإِذَا رَجَعَ عُرِضَتْ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ، فَذَهَبَ يَمْشِي حَتَّى رَجَعَ فِي مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَرَدْتُ أَنْ آخُذَ مِنْهَا قَطْفًا لِأُرِيكُمُوهُ"، فَلَمْ يَقْدِرْ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ الْحَسَنُ: فَزِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ حَتَّى أَنَّهُ لَيَجُرُّ رِدَاءَهُ.
قال عبد الرزاق: أَذَاعَتْ يَعْنِي: أَخْبَرَتِ الْجِنُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيَعْنِي الْقَتَرَةَ: الْحُمْرَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْقَمَرِ، وَالَّذِي يَجُرُّ قُصْبَهُ يَعْنِي: حَشَاهُ.
° [٥٠٦٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: خَبَّرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: فَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ كَسَفَتِ الشَمْسُ، فَأَخَذَ دِرْعًا (¬٥) فَلَبِسَهُ، حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ، فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ، فَلَوْ جَاءَ إِنْسَانٌ بَعْدَمَا رَكَعَ لَمْ يَكُنْ عَلِمَ أَنَّهُ رَكَعَ شَيْئًا مَا حَدَّثَ نَفْسَهُ أَنَّهُ رَكَعَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ، وإلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنَي قَائِمَةً، فَأَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْكِ.
• [٥٠٦٧] عبد الرزاق، عَنْ بَكَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
---------------
(¬١) في (ن): "وكان".
(¬٢) المحجن: عصا معوجة الطرف. (انظر: ذيل النهاية، مادة: حجن).
(¬٣) قوله: "ولم ترسلها ولم تسقها" في (ن): "ولم تسقها ولم ترسلها".
(¬٤) الهزال: الضعف. (انظر: النهاية، مادة: هزل).
° [٥٠٦٦] [التحفة: خ س ق ١٥٧١٧، م ١٥٧٤١] [الإتحاف: حم ٢١٢٧٨].
* [٢/ ١٨ أ].
(¬٥) الدرع: القميص. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٧٠).
• [٥٠٦٨] [شيبة: ٨٤٠٨]، وسيأتي: (٥٠٧٢).
الصفحة 376